ابتسم قبل القراءة
قصة العصفور والفيل
في غابةٍ بعيدةٍ مليئةٍ بالأشجار الكبيرة والجميلة، والحيوانات الكثيرة والمتنوعة، عاش عصفورٌ صغيرٌ مع أمّه وإخوته في عشٍ صغيرٍ مبنيٍّ على قمم إحدى الأشجار العالية، وفي أحد الأيام ذهب العصفورة للأم للبحث عن طعامٍ لأبنائها الصغار، والذين لا يستطيعون الطيران بعد، وأثناء غيابها عن العش هبت ريحٌ شديدةٌ هزت العش، فوقع العصفور الصغير على الأرض. لم يكن العصفور الصغير قد تعلم الطيران بعد، فبقي مكانه خائفاً ينتظر عودة أمّه، وأثناء ذلك مرّ فيلٌ طيّبٌ يتمشّى في الغابة بمرح، ويضرب الأرض بأقدامه الكبيرة، ويُغنّي بصوتٍ عال، شعر العصفور بالفزع الشديد
وأخذ يحاول الاختباء من الفيل، إلّا أنّ الفيل رآه، فقال له: "أأنت بخيرٍ أيها العصفور الصغير الجميل؟ هل سقطتَ من الشجرة؟" ولكنّ العصفور كان خائفاً جداً فلم يستطع أن يُجيب الفيل بأيّ كلمة، كان يرتعد بشدّة من الخوف والبرد، فحزن الفيل لمنظره وقرر إحضار بعض أوراق الأشجار ووضعها حوله كي يدفئه. حضر ثعلبٌ مكارٌ ورأى الفيل يتحدث مع العصفور ثم يذهب مبتعداً ليحضر له الأوراق، فاقترب من العصفور عند ذهاب الفيل، وسأله: "لماذا أنت هنا على الأرض أيّها العصفور الصغير؟" أخبره العصفور الصغير أنّه سقط من عشه، قال الثعلب بمكر: "إنّني أعرف مكان عشك أيها العصفور وسأعيدك إليه
ولكن عليك في البداية أن تتخلص من الفيل، فهو حيوانٌ شرير ويريد أن يؤذيك". في هذه اللحظة عاد الفيل يحمل الأوراق، فابتعد الثعلب واختبأ خلف الأشجار يراقب العصفور. وضع الفيل الأوراق حول العصفور، والذي شعر بالدفء، ثمّ قال للفيل: "أيها الفيل الطيب، أنا أشعر بالجوع، أيمكنك أن تحضر لي بعض الطعام؟" كانت هذه فكرة العصفور لإبعاد الفيل عنه حتى يستطيع الثعلب إعادته إلى عشه وإخوته، فالفيل كبيرٌ ومخيفٌ جداً، أمّا الثعلب فإنّه يبدو طيباً، ويمتلك فرواً جميلاً ذي ألوان رائعة. ردّ الفيل: "بالتأكيد أيها العصفور
سأحضر لك بعض الحبوب، ولكن كن حذراً من الحيوانات الأخرى ولا تتحرك من مكانك حتى أعود". اقترب الثعلب من العصفور عند ذهاب الفيل وقال له: "فلنذهب كي أعيدك إلى عشك أيها العصفور" وحمله وابتعد خلف الشجرة، وفجأة تغيرت ملامح الثعلب، ورمى العصفور على الأرض ثمّ هجم عليه يهمّ بافتراسه وأكله، بدأ العصفور بالصراخ عالياً: "أنقذوني! أرجوكم أنقذوني!" سمع الفيل صوت العصفور فعاد مسرعاً ورأى الثعلب يحاول افتراس العصفور، فركض بسرعة وضرب الثعلب الذي هرب مبتعداً
حمل الفيل العصفور وقال له: "ألم اخبرك ألّا تبتعد أيها العصفور؟". اعترف العصفور: "في الحقيقة لقد كنت أشعر بالخوف منك أيها الفيل، فأنت كبير ضخمٌ وكبير الحجم، وأنا عصفورٌ صغيرٌ جداً"، ردّ الفيل بحزنٍ شديد: "أيها العصفور، أنا لا آكل الحيوانات الصغيرة، ولست أريد سوى مساعدتك، عليك أن تتعلّم أنّه لا يجب الحكم على أحد لشكله أو حجمه، بل بأفعاله فقط" ثمّ أخذ الفيلُ العصفور وأعاده إلى الشجرة التي سقط منها، وكانت أمّه تبحث عنه بخوفٍ شديد، ففرحت جداً عندما رأته، وشكرت الفيل على مساعدتها.
قصة الأرنب والصياد
كان هناك أرنبًا اسمه نبهان، وذات يوم وهو نائم يحلم، جاءه عصفورٌ صغير وقال له إنّ أخاه سلمان في خطر، فاستيقظ الأرنب نبهان وهو مذعور، وذهب ليتفقَّدَ أخاه سلمان، فوجده يلعب مع أخويه الآخرَين في الغابة، فجلس الأرنب نبهان ينتظر أخوته الثلاثة، وعندما عادوا لم يكن سلمان معهم، فسألهم نبهان عن أخيهم سلمان، فقالا له بأنه كان يلعب معهم. ولكنه منذ مدّة تركهما، وذهب يلعب بعيدًا، ولم يعدّخرجت الأرانب الثلاثة إلى الغابة يبحثون عن أخيهم الكبير سلمان، وكان سلمان في الغابة يلعب ويمرح ويجري
وعندما شعر بالعطش، ذهب إلى النهر القريب كي يشرب منه ويروي ظمأه، ولم يكن يعلم حينها بأنّ الصيّاد الماكر كان بانتظاره، ولمّا وصل سلمان إلى النهر، وبدأ يشرب من الماء لم ينتبه لوجود الصيّاد هناك. فوجّه الصيّاد بندقيته باتجاه الأرنب سلمان في الحال، وأطلق الرصاص تجاهه، ولكن لحسن الحظ لم تُصبه رصاصاته، رأى الغراب ما حدث لسلمان، فذهب وأخبر إخوته بالأمر، فوصل نبهان وإخوته الآخرين إلى مكان وجود سلمان
وعندما وجدوه سالمًا رقصوا فرحًا على نجاته من براثن الصيّاد الذي أراد قتله. وعاد الإخوة الأربعة إلى البيت، وهم يتقافزون من شدّة الفرح ويحمدون الله تعالى على نجاة أخيهم الكبير.
No comments
Post a Comment