ابتسامة اليوم
الشاي الأخضر
يُحضّر الشاي الأخضر وغيره من أنواع الشاي الأحمر والأسود أو شاي الأولونغ من نبتة الكاميليا الصينية والتي تُعرف علمياً باسم Camellia Sinensis، ومن بين الأنواع المختلفة للشاي يتميّز الشاي الأخضر بامتلاكه التركيز الأعلى من مضادات الأكسدة، ويرجع السبب في ذلك إلى طريقة تصنيعه؛ فإمّا أن تُسخّن أوراق الشاي الطازجة حتى الجفاف أو تُبخّر بشكل خفيف لحفظ جودتها ومنع تأكسد مكوّناتها
ومن الجدير بالذكر أنّ جميع أنواع الشاي الأخرى، باستثناء شاي الأعشاب، تُحضّر جميعها عن طريق تخمير الأوراق الجافّة لنبتة الكاميليا، ويعتمد اختلاف أنواعها على اختلاف درجة تأكسد هذه الأوراق.
هل الشاي الأخضر مفيد قبل النوم
يحتوي الشاي الأخضر على مُركبٍ يُسمّى Theanine، وهو المركب الأساسي في الشاي المسؤول عن تحسين النوم، حيث يُساعد على استرخاء الدماغ عن طريق تقليل تحفيز الخلايا العصبية، وتقليل هرمونات التوتر، لذلك قد يُساعد الشاي الأخضر على تحسين جودة النوم، ولكن من الجدير بالذكر أنّ الشاي الأخضر يحتوي على مُركب الكافيين الذي قد يُعاكس مفعول مُركب Theanine ويزيد من صعوبة النوم
إذ إنّه يُقلل من الشعور بالإعياء ويُعزّز اليقظة والتركيز والتنبّه، إلّا أنّه يُمكن تقليل كميّة الكافيين أثناء تحضير الشاي باستخدام ماءٍ في درجة حرارة الغرفة بدلاً من الماء المغلي، حيثُ أشارت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة Nutrients عام 2017 إلى أنّ الشاي الأخضر المُنخفِض بالكافيين قد يُساهم في تحسين نوعية النوم ويُقلّل من التوتر، ومن جهة أخرى فإنّ تناول السوائل قبل النوم بأقل من ساعتين يمكن أن يزيد من الرغبة بالتبوّل أثناء الليل، ممّا قد يُعيق النوم ويقلّل جودته، وخاصّة عند تناول المشروبات المُدرّة للبول كالتي تحتوي على الكافيين
فوائد عامة للشاي الأخضر
مكونات الشاي الأخضر من العناصر الغذائية
يُعدّ الشاي الأخضر مصدراً للعديد من العناصر والمركبات الغذائية المُفيدة، ومنها ما يأتي:
مصدر غني بمضادات الأكسدة:
يحتوي الشاي الأخضر كما ذُكِر سابقاً على الكمّية الأكبر من مضادات الأكسدة مُقارنة بأنواع الشاي الأخرى، ومن أهمّ مُضادات الأكسدة هذه البوليفينولات (بالإنجليزية: Polyphenols) التي تُشكّل ما يتراوح بين 20% إلى 40% من وزن الشاي، وهي تمتلك خصائص مُضادة للالتهابات وقد تُساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، ومن الجدير بالذكر أنّ مُركبات الكاتيشين (بالإنجليزية: Catechins) هي أهمّ نوع من البوليفينولات الموجودة في الشاي وتُشكل ما يتراوح بين 60% إلى 80% منها، ويُعتقد بأنّها المسؤولة عمّا يحتويه الشاي من مُعيناتٍ حيوية (بالإنجليزية: Probiotic)، وفوائد مُعزّزة لعملية الأيض، ومن أهم أنواع الكاتيشين الموجودة في الشاي: إيبي كاتيشين (بالإنجليزية: Epicatechin)، وإيبي غاللوكاتيشين غاللات (بالإنجليزية: Epigallocatechin Gallate) والذي يُختصَر باسم EGCG، بالإضافة إلى مُركب Epicatechin-3-Gallate، ومركب Epigallocatechin.
مصدر للمعادن والفيتامينات وبعض العناصر الأخرى:
يحتوي الشاي الأخضر على بعض المعادن والعناصر التي تُكوّن ما مقداره 5% من وزن الشاي الجافّ؛ كالكالسيوم، والمغنيسيوم، والكروميوم، والمنغنيز، والحديد، والنحاس، بالإضافة إلى الزنك، والسيلينيوم، والصوديوم، والفسفور، والنيكل، والبوتاسيوم، كما يحتوي الشاي كذلك على كميّاتٍ قليلة من فيتامينات ب، وفيتامين ج، وفيتامين ھـ، وكمّيات بسيطة من الدهون الصحيّة كحمض ألفا-اللينولينيك (بالإنجليزيّة: alpha-Linolenic acid)، وحمض اللينولييك (بالإنجليزيّة: Linoleic acid).
فوائد الشاي الأخضر لمرضى السكر
قد يُساعد الشاي الأخضر على التحسين من حالة المُصابين بمرض السكري من النوع الثاني عند تناوله ضمن نظامٍ غذائيٍّ صحيّ خاص بهذا المرض، حيث أشارت دراسةٌ أوليّة نُشرت في مجلة Iranian Journal of Medical Sciences عام 2014 إلى أنّ الشاي الأخضر قد يُساهم في تقليل مُقاومة الإنسولين عند مرضى السكري من النوع الثاني،[٩] وتُعرف حالة مُقاومة الإنسولين بأنّها انخفاضٌ في قدرة الخلايا والعضلات والكبد على امتصاص سكر الجلوكوز، وتُعدّ السبب الرئيسي في حدوث فرط سكر الدم (بالإنجليزية: Hyperglycemia)، وحسب المنظمة الأمريكية لمرض السكري؛ فقد يزداد خطر الإصابة بالعديد من المُضاعفات كأمراض القلب، ومشاكل العيون، وتلف الأعصاب في حال عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم.
فوائد الشاي الأخضر للمسالك البولية
قد يساعد الشاي الأخضر على التخفيف من عدوى المسالك البولية، وذلك حسب ما أشارت إليه دراسة مخبرية نُشرت في مجلة Frontiers in Microbiology عام 2013، حيث أظهرت النتائج قدرة مُستخلص الشاي الأخضر على تثبيط نمو سلالاتٍ من البكتيريا الإشريكية القولونية (بالإنجليزية: Escherichia coli)، والتي تُسبّب ما يتراوح من 80% إلى 90% من حالات عدوى المسالك البولية، وذلك بالإضافة إلى وجود أحد مركبات الشاي المعروفة باسم Epigallocatechin في البول بتراكيز عالية، مما يدلُّ على امتلاك الشاي الأخضر تأثيراً مُضاداً للميكروبات.
فوائد الشاي الأخضر للقولون
قد يساعد الشاي الأخضر على التقليل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم؛ حيث أشارت إحدى الدراسات الأولية التي نُشرَت في مجلة Carcinogenesis عام 2011 إلى أنّ استهلاك الشاي الأخضر بشكلٍ مُستمر قد يُساهم في التقليل من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان لدى غير المُدخنين، إذ أظهرت نتائج الدراسة إلى أنّ زيادة استهلاك الشاي الأخضر بمعدّل 2 غرام يوميّاً قد يُقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 12% لدى غير المُدخنين، بينما لوحظ في الدراسة أنّه لا يخفض من خطر الإصابة لدى الأشخاص المُدخنين.
كما قد يساهم الشاي الأخضر أيضاً في التخفيف من التهاب القولون التقرحي، وذلك حسب ما أشارت إليه دراسة أولية نُشرت في مجلة Inflammatory Bowel Diseases عام 2013، حيث أظهرت الدراسة أنّ مُركب Epigallocatechin-3-Gallate الموجود في الشاي الأخضر يملك خصائص مُضادة للالتهابات، ويُخفف من سوء حالة المُصابين بمرض التهاب القولون التقرّحي.
فوائد الشاي الأخضر للمعدة
قد يساهم الشاي الأخضر في تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة، حيث أشارت دراسة أولية نُشرت في مجلة Cancer Causes & Control إلى ارتباط استهلاك الشاي الأخضر بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المعدة، إذ يُمكن له أن يُساعد على إعاقة عملية التسرطن أو نمو الورم (بالإنجليزية: Carcinogenesis) في المعدة سواء كانت في مراحلها المتوسطة أو المتأخرة،[١٤] ولكن من جهةٍ أخرى قد يؤثر الكافيين الموجود في الشاي الأخضر في بعض الأشخاص بشكلٍ سلبي، ممّا يُسبب لهم آلام المعدة، والإسهال، والغثيان.
No comments
Post a Comment